المكلا / اعلام الصندوق الخيري
الاثنين 17يوليو2017م
أقامت مؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين مساء السبت 15يوليو2017م أمسية ثقافية احتفاءً بالمكرمين بجائزة الشيخ المرحوم سالم سعيد باحمدان وهم المؤرخ والباحث جعفر محمد السقاف، وعميد أطباء حضرموت الدكتور عمر سعيد بارحيم، والصحفي عبدالعزيز صالح بن ثعلب المعروف باسم عبدالعزيز الثعالبي.
وفي الأمسية تحدث الأستاذ عبدالرحمن حسن السقاف مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف بوادي حضرموت، معرّفاً بالباحث والمؤرخ جعفر محمد السقاف الذي ابصر النور سنة 1918م بمدينة سيئون، عاصمة الدولة الكثيرية الحضرمية آنذاك، وتلقى تعليمه في مدارسها وزواياها ومعاهدها؛ وأخذ عن شيوخه وفي مقدمتهم السيد مفتي الديار الحضرمية عبدالرحمن بن عبيد اللاه السقاف والعلامة محمد بن هادي السقاف والمؤرخ صالح الحامد وأخذ عن غيرهما في وادي حضرموت وخارجه والتي هيأته للانطلاق صوب آفاق أوسع. ثم تطرق الأستاذ عبدالرحمن السقاف إلى أبرز المحطات العملية للمؤرخ محمد جعفر السقاف، والتي بدأها عام 1945م رئيساً للتحرير بمجلة (زهرة الشباب) الحضرمية وعام 1947م التحق بالعمل الحكومي في الدولة الكثيرية الحضرمية ليشغل وظيفة التوثيق بالمحاكم، ومن خلال موقعه ضابط تسجيل خَطَّ آلاف الوثائق والمستندات، وبعد ذلك انتقل إلى العمل في مراسيم السلطان الكثيري ومراسلاً لإذاعة عدن التي تأسست عام 1954م، كما راسل مجموعة من صحف المهجر وصحف محلية وغيرها. ثم انتقل السقاف إلى الأعمال والوظائف الحكومية والمدنية التي تقلدها الباحث والمؤرخ جعفر السقاف طيلة حياته وابرزها شغله منصب سكرتير فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بحضرموت خلال الفترة 1973-1979م، وفي الفترة من1974-1980م ممثلاً لمجلة (الحكمة) الناطقة باسم الاتحاد التي نشرت له عدة بحوث ومقالات. وشغل المؤرخ السقاف منصب نائب المدير العام لمكتب الثقافة والسياحة في من الفترة 1974- 1979م وأشرف في العام 1980م على المركز اليمني للأبحاث الثقافية. وتطرق عبدالرحمن السقاف في حديثه عن المؤرخ ولاباحث جعفر محمد السقاف إلى ابرز مشاركاته في المؤتمرات المحلية والدولية ومشاركته ضمن(70) عالماً شاركوا في (ندوة الحضارة اليمنية) بعدن عام 1975م؛ وشارك في نفس العام بليبيا في المؤتمر العربي الثالث للمجلس الدولي للوثائق وشارك في الموسم الثقافي اليمني في العراق عام 1989م حيث ألقى محاضرة عن الفن المعماري بحضرموت وشارك في الاسبوع الثقافي اليمني في فرنسا عام 1994م. ويعتبر المؤرخ جعفر محمد السقاف اليوم قبلة للباحثين في مجالي التاريخ والاعلام.
كما تحدث الصحفي سند محمد بايعشوت عن عميد أطباء حضرموت الدكتور عمر سعيد بارحيم، الذي منعه واجبه الإنساني عن حضور هذه الندوة لإنشغاله بإجراء عملية لأحد المرضى؛ واستهل الأستاذ سند حديثه بمناقب أسرة آل بارحيم والتي كان لها دوراً بارزاً وبصمات ملموسة في تاريخ مدينة المكلا خاصة، وحضرموت عامة، وأشهر أفرادها منهم المرحوم أبوبكر بارحيم واخوانه صالح وعلي وعبدالله، وكان المرحوم ابوبكر أسس الجمعية الخيرية مع الشيخ عمر سويد والشيخ القدال والتي عملت على تقديم مساعداتها لضحايا المجاعة التي اجتاحت حضرموت في مطلع الاربعينيات ابان الحرب العالمية الثانية، وبعد انتهاء الحرب عملت على تقديم خدماتها لطلاب العلم والمرضى من المحتاجين وعابري السبيل وغيرهم، ومن مزايا المرحوم ابوبكر بارحيم بأنه كان يقرض المحتاجين دون فوائد. وكان لأسرة آل بارحيم والتي منها الدكتور عمر سعيد بارحيم، دور بارز في دعم الرياضة والرياضيين في عهد الدولة القعيطية الحضرمية. ثم انتقل الاستاذ سند للحديث عن الدكتور عمر سعيد بارحيم وذكر بأنه من مواليد 1935م، وتلقى تعليمه في مدارس المكلا على يد خيرة الأساتذة في تلك الفترة منهم الأستاذ محمد هاشم، والأستاذ عبدالله الناخبي، والأستاذ الشيخ القدال، وهو من الدفعة الأولى التي درست في وسطى الغيل، علي يد الأساتذة السودانيين أشهرهم حسين خوجلي. ثم درس الثانوية في حلوان لمدة اربع سنوات، ثم التحق بكلية الطب بجامعة عين شمس لدراسة الطب بعد تخرجه من كلية الطب عاد لمدينته المكلا بحضرموت ليعمل طبيباً عاماً في عهد السلطنة القعيطية الحضرمية. وفي العام 1967م ابتعث للدراسة إلى بريطانيا للتخصص في الجراحة العامة في الكلية الملكية للجراحين بلندن ، فقد أخذ تمريناُ كافياُ في الجراحة في عدة مستشفيات في بريطانيا. وبعد تخصصه في مجال الجراحة مارس الدكتور عمر سعيد بارحيم عمله في مستشفى المكلا، ثم (ابن سيناء) عند افتتاحه وأجرى العديد من العمليات الجراحية العامة، وعمليات النساء والولادة، وجراحة العظام والمسالك البولية، وجراحة الأنف و الأذن والحنجرة. وتطرق الأستاذ سند في حديثه عن الدكتور عمر بارحيم إلى اسهاماته في خدمة المجتمع ومنها، مساهمته في تأسيس اللجنة الطبية العليا لعلاج المرضى في الخارج عند لزوم الأمر بذلك. وتمثيله لوزارة الصحة في استجلاب الأطباء الأخصائيين الهنود للعمل في حضرموت .واختتم الأستاذ سند حيثه بقوله: لايزال الدكتور عمر سعيد بارحيم يمارس مهنة الطب، عبر عيادته الخاصة والتي يؤمها الناس من كل مكان.
ثم تحدث الاعلامي الأستاذ محمد علي عمرة في محاضرته التي حملت عنوان (تكريم يليق بك) عن الأستاذ الصحفي والاعلامي عبدالعزيز صالح بن ثعلب(عزيز الثعالبي) الذي استهل حديثه بسعادته لتكريم الصحفي عبدالعزيز بن ثعلب من قبل مؤسسة الصندوق الخيري للطلاب ضمن جائزة رواد خدمة المجتمع بحضرموت. ثم أضاف بقوله: بأنني احترت عن ماذا أكتب هل اكتب عن عزيز الرائد المؤسس لإذاعة المكلا، أم أكتب عن عزيز الصحفي الكاتب المبدع، أم عزيز شيخ الصحفيين الرياضيين بحضرموت، أم أكتب عن الثعالبي الإنسان والفنان مبدع الأنغام والالحان، أم عزيز الشخصية الاجتماعية المحورية والمهتمة بالموروث الحضرمي؛ لكنني أثرت أن أكتب عن عزيز الاعلامي المتميز الذي اختار طريق المتاعب وسلك دروبها. ثم انتقل الاستاذ محمد علي عمرة في حديثه عن الاعلامي عبدالعزيز صالح بن ثعلب الى مشوار حياته في اذاعة المكلا والتي بدأها سنة 1968م مديراً لإدارة النشر فيها، وكان أو برنامج اذاعي أعده حمل عنوان (من هنا وهناك) وكان يقدمه الاذاعي سعيد سالم باضروس. وقال عمرة، بأن اذاعة المكلا في تلك الفترة كانت تصدر أسبوعياً ثلاث مجلات اذاعية تقدم على الهواء مباشرةً، كان يرأس تحريرها الأستاذ عزيز الثعالبي، أولاها المجلة الرياضية التي كانت انطلاقتها عام 1968م، وهو البرنامج المعمر حتى اليوم، وثانيه مجلة الاذاعة (في نصف ساعة) وكانت غنية بالعديد من الموضوعات القيمة، أما المجلة الثالثة فكان اسمها (فنون) والتي كانت تهتم بقضايا الفن في حضرموت وبقية مناطق الوطن، والعالم العربي، وكانت تمتاز بإجراء الكثير من الحوارات الفنية مع الفنانين والفرق الفنية التي كانت تزور حضرموت. ومن البرامج الأخرى التي اعدها عزيز الثعالبي برنامج(خواطر ونغم) وكذلك البرنامج الرمضاني الشهير (محطة استراحة) وكذا البرنامج العيدي (كشكول العيد) الذي تقدمه الاذاعة لجمهوريها في عيد الفطر، واعداده لكثير من البرامج الخاصة عن رموز الفكر والاعلام والصحافة والفن. ورغم انتقاله للعمل في مكتب المحافظ سنة 1971م إلا أنه عزيز الثعالبي ظل وفياً للإذاعة من خلال اعداده لمجموعة من البرامج فيها، وكان حريصاً على التواجد اليومي في أقسامها. ثم تحدث الأستاذ عمرة عن صفات الصحفي عزيز الثعالبي بقوله: كان كتلة من الاجتهاد والانضباط، لم يتخلف قط عن اعداد مواد برامجه مهما كانت الظروف التي تحيط به، لأنه كان يحترم مستمعيه. ثم انتقل الأستاذ محمد علي بحديثه عن النشاط الاجتماعي الذي كان يقوم به عبدالعزيز بن ثعلب بقوله: بل كان بارعاً كاتباً بارعاً وناقداً فنياً ماهراً، حيث كتب الكثير من المقالات الجريئة في مجموعة من الصحف والمجلات التي كانت تصدر آنذاك والتي أثارت حنق من مسهم قلمه، وظل على تواصل مستمر مع محبوبته صحيفة 14أكتوبر التي تصدر من عدن، حتى اصبح مديراص لمكتبها قبل تقاعده. كما انخرط الأستاذ عبدالعزيز بن ثعلب في مجموعة من منظمات المجتمع المدني التي انخرط فيها ابرزها اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ، ونقابة الصحفيين اليمنيين، والاتحاد العام لكرة القدم، واتحاد الفنانين، والاتحاد اليمني لكرة القدم، وتبوأ برئاسة بعض هذه المنظمات. ولايزال عبدالعزيز بن ثعلب يمارس العمل الصحفي منذ ما يزيد عن خمسون عاماً، لم ينبض معين عطائه، والذي أهله بأن يكون أحد المع الاعلاميين في حضرموت يشار اليه بالبنان. وحظي بتكريم العديد من الجهات التي منحته الشهادات التقديرية، ومنحته وزارة الاعلام لقب مستشار اذاعة المكلا تكريماً له لإعطائه في خدمة اذاعة المكلا.
واختتمت الندوة التي اقيمت على شرف المكرمين في جائزة المرحوم الشيخ سالم سعيد باحمدان بمداخله من السيد جعفر محمد السقاف، نيابةً عن المكرمين، شاكراً من خلالها رعاة الجائزتين و القائمين عليها الذين اختاروه هذا العام ضمن المرشحين لنيلها، وامتدح فيها المكلا والتي تمثل مع سيئون جزءاً واحداً ومترابطاً لايمكن فصله عن الآخر.